17 يناير 2023

سندوك رويت الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية ابتكر طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون

أكد الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية السيد علي عبدالله خليفة أن مجلس أمناء الجائزة تأكد من جدارة أعمال طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت لنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة لتمايزها وقربها من روح المعايير المحددة لمنح الجائزة قياساً بالأعمال الجليلة الأخرى،

وقال الأمين العام إن وقائع الوصول إلى قرار منح الجائزة إلى الدكتور سندوك رويت مرت بمراحل عديدة للتأكد من استيفاء الشروط ومعاينتها ميدانيا على أرض الواقع، إذ تقدم لنيل الجائزة في دورتها الخامسة 21-2022 مئة وخمسة وأربعون مترشحاً من مختلف بلدان العالم، تمت المفاضلة بينهم حسب اشتراطات الجائزة إلى 139 مترشحاً، ثم عرضت أعمالهم المكتملة الأهلية على هيئة تحكيم من ذوي الاختصاص من قارات العالم.

وقال السيد علي خليفة إن لجنة التحكيم خلصت من تحديد قائمة قصيرة من خمسة فائزين محتملين، وكلف مجلس الأمناء الموقر فريق بحث ميداني بالسفر إلى مواقع هؤلاء الفائزين المحتملين للتحقق من أعمالهم والتأكد من مطابقتها لمعايير الفوز المعتمدة. وفي ضوء نتائج الأبحاث الميدانية قرر مجلس الأمناء منح الجائزة في دورتها الخامسة إلى طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت.

وقدم السيد علي خليفة عرضاً تفصيلياً حول طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت الذي اشتهر عالمياً بابتكار طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون، كما استطاع أن يطور عدسة جديدة تزرع داخل مقلة العين يمكن إنتاجها بسعر أرخص بكثير من مثيلاتها، وهذه العدسة رخيصة الثمن ساعدته على إجراء جراحة لعلاج إعتام عدسة العين في أقل من خمس دقائق يقوم خلالها بإزالة المياه البيضاء بدون غُـرَز من خلال شقوق صغيرة واستبدالها بعدسة اصطناعية منخفضة الكلفة، فضلا عن تمكنه من علاج أكثر من 120 ألف مريضاً مصاباً بالعمى الذي يمكن تفاديه مجاناً دون أن يأخذ من مرضاه الفقراء أي مقابل مادي.

وعن العمل الإنساني النبيل الذي استحق من أجله الدكتور رويت الجائزة، قال السيد علي  عبدالله خليفة إن فريق البحث الميداني قام بزيارة معهد طب العيون في العاصمة كتامندو، وزيارة مستشفى هيتودا المجتمعي للعيون خارج العاصمة، ومعاينة المستشفيات الميدانية المتنقلة واللقاء المباشر مع الدكتور رويت والفريق العامل معه، من أطباء وممرضين وفنيين، والحضور الميداني لمسارح عمليات زرع العدسات في المستشفيات الثابتة والمتنقلة بمختلف القرى والأنحاء الجبلية، والالتقاء الشخصي بالمرضى في ساحات الانتظار الخارجية، والتحدث إليهم مباشرة، لاستكشاف طبيعة الحالات والتعرف على ردود الأفعال المباشرة.

وأضاف أن من مهام فريق البحث الميداني التعرف على كيفية تصنيع العدسة التي توصل الدكتور رويت إلى اكتشاف مادتها الخام لتضاهي بفاعليتها العدسات غالية الثمن ومن ثم تصنيعها محلياً. فكان للفريق زيارة للمعهد الطبي المحاذي للمستشفى والموصل ببنك القرنيات وبمركز لتدريب الكفاءات المحلية.

وأوضح السيد علي خليفة تأكد فريق البحث الميداني من أن المؤسسة التي يرأسها الدكتور سندوك رويت هي مؤسسة خيرية مستقلة، غير ربحية وليس للحكومة النيبالية أي مشاركة أو تأثير عليها، وأن المعهد الطبي الذي أنشأه الدكتور رويت فريد من نوعه في بلدان العالم الثالث، من حيث مرافق التصنيع المتعددة واستخدام المعدات والقيام بمهام التدريب، كما إن عنصر الابتكار في عمل الدكتور رويت الإنساني والطبي المتعدد الجوانب يتمثل في اكتشاف عدسة تصنّع من مواد اقتصادية تؤدي نفس الدور الذي تقوم به العدسة المستخدمة لذات الغرض عالمياً إلى جانب ابتداع أسلوب جراحي طبي متميز يقلل من المضاعفات الجانبية ويختصر الوقت ، وخفض كلفة المواد المستخدمة، وإعطاء نفس نتائج العدسة المتعارف عليها طبياً في العالم.

وأضاف أن الدكتور رويت أسس مصنعاً محلياً لإنتاج العدسات الرخيصة الثمن، ينجز هذا المصنع إنتاج أكثر من 350 ألف عدسة كل عام لمرضى عتامة العيون . وبينما يبلغ تصنيع العدسة الواحدة مائة دولار أمريكي فإنها في مصنع الدكتور رويت تبلغ كلفتها ثلاثة دولارات فقط. كما أن العدسة التي يتم تصنيعها بمعهد الدكتور رويت تمتاز بالجودة المضاهية لمثيلاتها غالية الثمن في دول العالم المتقدم، وذلك وفقاً لدراسات علمية محكمة تمت معاينتها والاطلاع عليها، هذا إلى جانب كلفتها المنخفضة الثمن نتيجة لتطوير آليات وأساليب التصنيع على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.

وقال الأمين العام إنه خلال ثلاثين عاماً من العمل الميداني الدؤوب، أجرى الدكتور الفائز أكثر من خمسين ألف عملية جراحية للعين، كعمل خيري غير ربحي، أفاد به قطاعاً غير قادر على تحمل أية كلفة مالية، كما أن بجهود الدكتور رويت استطاع المعهد الذي أسسه أن يضم ثلاثين طبيباً مقيماً لإجراء عمليات ومعالجة مرضى العيون من خلال مستشفيين وستة عشر مركزاً طبياً ميدانياً منتشرة في المدن والقرى النائية بالنيبال، وينجز المعهد بكفاءة عالية تدريب العديد من أطباء العيون من مختلف دول العالم، وجد فريق البحث الميداني بينهم أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا ومختلف دول آسيا.

واستكمالاً لتوضيح مسيرة عطاء الدكتور رويت، لفت السيد علي  عبدالله خليفة إلى تطوع الدكتور الفائز خلال السنوات الماضية بتنظيم زيارات لعدد من دول آسيا وأفريقيا لإجراء عمليات للعيون لأعداد كبيرة من المحتاجين إضافة إلى تقديم التدريب العملي لأطباء العيون للقيام بمثل هذا النوع المبتكر من العمليات، إضافة إلى تحقيق الاستدامة المالية لعمل المعهد من خلال نظام دعم للمرضى بثلاثة مستويات يتلقاه الفقراء وغير القادرين على العلاج دون أية كلفة مالية، فيما يتم دعم جزء من كلفة العمليات للمحتاجين بحسب مستوى دخلهم، ويتم احتساب التكلفة المالية للعمليات كاملة على المقتدرين، مما سهل التغطية الكاملة لمصاريف المعهد وأجور الأعداد الكبيرة من المساعدين والعاملين.

وأوضح السيد علي خليفة مساهمة الدكتور رويت خلال الثلاثين سنة الماضية بأسلوبه الجراحي المبتكر، في خفض نسبة العمى القابل للعلاج لحوالي النصف في النيبال، كما قام بتدريب أكثر من 650 طبيباً من جميع أنحاء العالم ليشاركوه نفس الدرب، ولينقل إليهم خبرته في معركته ضد العمى الذي يمكن تجنبه في بلدان العالم، فكان مجموع ما أجراه هؤلاء الأطباء من عمليات ناجحة قد تجاوز 35 مليون عملية جراحية حول العالم.

وختم الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية بتوضيح أن مركز الدكتور رويت يضم حالياً ثلاثين طبيباً مقيماً لإجراء عمليات ومعالجة مرضى العيون من خلال مستشفيين وستة عشر مركزاً طبياً تنتشر في أرجاء النيبال، بمن فيهم أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا ومختلف دول آسيا وغيرها. كما يجري المركز نحو ستة آلاف عملية ناجحة سنوياً. وقد أدى نجاح المستشفيات المتنقلة إلى نقل التجربة إلى كل من بوتان وتايلند وماينمار ومنغوليا وباكستان وكوريا الشمالية وأثيوبيا وبنغلادش والصين والهند.