أدرك د. ساندوك رويت أن من أبرز المشاكل الصحية في بلده النيبال هو الإعاقات البصرية، خاصة فقدان البصر نتيجة المياه البيضاء، حيث تصل نسبة الإصابة بها بين المرضى الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عاماً إلى 62.2% بالمائة، كما أن سبعة أطفال يفقدون حاسة البصر يومياً في النيبال، وتعد العيوب الانكسارية من أمراض العيون الشائعة، التي تؤدي إلى العمى بين الأطفال، بينما أكثر من ستين ألف شخص بالغ يصابون بالعمى بسبب المياه البيضاء سنوياً.

لذا تخيل (رويت) مع صديقه الدكتور (فرد هولوز) عالماً يتمتع فيه أفراد البلدان النامية بحق الحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة العالية لعلاج أمراض العيون.

عكف (رويت) على البحث عن طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون، واستطاع أن يطوّر مع الدكتور (فرد هولوز) عدسة جديدة داخل العين يمكن إنتاجها بسعر أرخص بكثير، وهذه العدسة الرخيصة الثمن ساعدته كي يجرى جراحة لعلاج إعتام عدسة العين في أقل من خمس دقائق، ويقوم بإزالة المياه البيضاء بدون غرز من خلال شقوق صغيرة دقيقة (تعرف باستحلاب العين)، واستبدالها بعدسة اصطناعية منخفضة التكلفة.

وسرعان ما شرع الطبيبان في التخطيط لبناء مصنع لإنتاج عدسات العين اللازمة لجراحة عمليات إزالة المياه البيضاء، وأدرك كلاهما أن انتاج العدسات محلياً سيساهم في خفض تكلفة العلاج بشكل كبير.

لقد ساهم الدكتور (رويت) خلال عمله في الثلاثين سنة الماضية بأسلوبه الجراحي المبتكر في خفض نسبة العمى القابل للشفاء لحوالي النصف في النيبال، كما قام بتدريب أكثر من 650 طبيباً من جميع أنحاء العالم ليشاركوه في نفس الدرب، ولينقل لهم خبرته في معركته ضد (العمى) الذي يمكن تجنبه في جميع أنحاء العالم، فكان مجموع ما أجروه من عمليات تتجاوز 35 مليون عملية حول العالم.

ويضم مركز الدكتور (رويت) حالياً حوالي 30 طبيباً مقيماً لاجراء عمليات ومعالجة مرضى العيون من خلال مستشفيين و16 مركزاً طبيباً منتشرين في أرجاء النيبال. بما فيهم أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا ومختلف دول آسيا وغيرها، ويجري المركز نحو ستة آلاف عملية ناجحة سنوياً، وأدى نجاح المستشفيات المتنقلة إلى نقل التجربة إلى بوتان وتايلند وماينمار ومنغوليا والباكستان وكوريا الشمالية واثيوبيا وبنغلاديش والصين والهند.